كلهم يقولون: الله !

أنا مسلم ..

أنا مسيحى ..

أنا يهودى ..

أنا بهائى ..

أنا ذرداشتى ..

أنا هندوسى ..

فى الجامع .. فى الكنيسة .. فى المعبد

يقولون: الله الله الله .

فالعلاقة لا تبنى بالدم فقط "بل" يجب بناؤها بالحب، البساط المؤدى إلى .. الله


- دينك ؟

- أنا "بحب" ربنا، وبس !

مهدى مبارك

10 يونيو 2010

الساعة الرابعة والنصف عصراً

كتبتها أثناء مشاهدة الفيلم البوليودى .. My name is Khan


عبَّر عن آدميتِك، وناقشنى .. من هنا



مقدمة أولى .. كتابى الأول !



«تساءلوا: كيف تقول:

هذى بلاد لم تعد كبلادى؟!

فأجبت:

هذا عتاب الحب للأحباب»

لا تغْضَبـِى من ثـَوْرَتِى.. وعتــابـــى

مازالَ حُّبــــكِ محنتى

وعــــــــذابى

مازالتِ فى العين الحزينــــةِ

قبلـــــة ً

للعاشقين بسحْـــركِ الخَـــــــــــلاَّبِ

أحببتُ فيكِ العمرَ طفــــلا ً

باسمــــًا

جاءَ الحيــاة َ بأطهـر

الأثـــــــــوابِ

أحببتُ فيكِ الليلَ حيــــن

يضمنـــــــا

دفءُ القلــوبِ.. ورفـْقــَة ُ الأصحابِ

فاروق جويدة





اخرس يا أيمن !


س .. لماذا خالد أحمد سعيد ؟؟

الذى يتابع ويعرف ويقول ويهتم، ويؤوِل يدرك أن خالد أحمد سعيد - بفرضية أنه مات "مسحولاً" بأيادى الشرطة حسبما قال سيدنا أيمن نور، غفر الله له، وأبدل سيئاته حسناتاً - ليس الحالة الأولى بين مثيلاتِها ولا الحالة الأبشع، ولا هى أيضاً الحالة الأكثر إثارة للعاطفة البشرية !

ففى عام 2003 - حسب جريدة الشروق - قُتِل مواطنٌ يدعى أحمد عبدالعال، وتمَّ الفصل فى تلك القضية بالحبس لمدة عام مع وقف التنفيذ على ثلاثة ضباط بقسم المنتزة .

وفى عام 2006 - نقلاً عن الشروق أيضاً - قتل أحد مخبرى قسم المنتزة المواطن يوسف خميس رمياً بالرصاص وتمَّ القبض على صديقية اللذين شاهدا الواقعة .

وفى عامِ 2007 - عن جريدة المصرى اليوم - توفى، نصر أحمد عبدالله مضروباً بواسطة رجال الأمن أمام منزلِ شقيقه و"سُحِل" حتى سيارة الشرطة .

وأشيع على أرض الإسكندرية منذ عامين أن هناك مواطناً تم "إلقاؤه" من الطابق الثانى بأحد أقسام الشرطة، ولم يتحركْ ساكنٌ !!

ولا أفضح غريباً حين أقول أن قسم شرطة سيدى جابر يطلق عليه هنا، فى الإسكندرية .. "قسم سحل إسكندرية" !

أيمن نور .. السيد أيمن نور نشر منذ يومين صورةً لوجهٍ "مقززٍ"، هو جمجمة خالد سعيد عقب تحطيمِها، وصورة أخرى لنفس الوجه قبل التحطيم، ومعهما رواية "درامية" محبوكة لحادث مقتل هذا الشاب العشرينى تحت عنوان "شائعة وفاتى فى الإسكندرية وحقيقة وفاتِه"، وختمها بجملة بلاغية عظيمة تثير من لا يثور "هذه الواقعة الخطيرة المعفرة بتراب الواقع والملوثة بدماء الشاب خالد نهديها لكل الشرفاء فى هذا الوطن وكل المؤسسات التى تدعى حمايتها لحقوق الأنسان" !

وفرد أيمن نور - حتى اليوم - ثلاثة مقالات عمَّا حدث، يهمه أمر خالد كثيراً وتهمه العدالة وتهمه المحروسة، وتستفزه انتهاكات الكلاب .. واضح !

وصار "خالد" على كلِ لسانٍ .. وصار أيمن نور "الزمارة" التى خلَّف خالد في مؤخرتِها آخر أنفاسِه، وتجمع الشعب حولَها، ولم يصمدْ .. بل تفرَّق ويتفرق وسيتفرق مع أول عصا وأول صفعة وأول صوتٍ عالٍ، كما اعتاد !

لماذا خالد ؟؟

لماذا يا أيمن ؟؟

لماذا الآن يا أيمن ؟!

أيمن، أين كنت أيام أحمد عبدالعال ويوسف خميس، ونصر أحمد عبدالله ؟

أيمن .. أيمن .. أيمن، هل تسمعنى ؟!

حسناً .. هل ستجيب ؟


مهدى مبارك

عبَّر عن آدميتِك، وناقشنى .. من هنا

My name is Khan !

My name is Khan .. I'mnot a terrorist

خضريانو .. حر حر حر !


أفرجت الأجهزة الأمنية في الثانية بعد منتصف ليل السبت عن طارق خضر عضو حركة 6 أبريل الذي ظل معتقلا منذ 25 مارس الماضي على خلفية جمع توقيعات مؤيدة لبيان التغيير "معا سنغير".

وفي تصريح مقتضب للشروق بعد الإفراج عنه، وجه طارق الشكر للجريدة على متابعتها لقضيته منذ البداية، إلا أنه رفض الحديث عن ملابسات الاعتقال حاليا.

وكان طارق قد أعتقل في الشارع أثناء توجهه لجامعة الإسكندرية حيث يدرس علوم البحار هناك، بعد أن فشلت عدة محاولات لاعتقاله من منزله انتهت بتهديد والدته بعد سلسلة من التحقيقات.

وكان طارق (21 عاما) قد أثار جدلا كبيرا بعد اختفائه المفاجئ لمدة 13 يوما منذ اعتقاله، قبل أن يعلن المحامي العام في السادس من أبريل الماضي أن طارق خضر محتجز في قسم شرطة العطارين.

كما قدم النائب حمدي حسن في 17 أبريل بيانا عاجلا إلى وزراء الداخلية والعدل والتعليم العالي للحصول على معلومات تتعلق باختفاء طارق، كما قدم محامون في 22 أبريل بلاغا إلى النائب العام حول موقف طارق قبل أن يعلن في 27 أبريل أن طارق تم اعتقاله بموجب قانون الطوارئ دون إعطاء أي تفاصيل حول التهم الموجهة ضده أو مكان اعتقاله.

وفي وقت لاحق أعلن المحامي العام أن طارق معتقل بموجب أمر الاعتقال الإداري رقم 36/868/2010 من 25 مارس 2010 مرة أخرى دون أن يعطي مزيد من التفاصيل حول مكان وجوده.

وفي 11 مايو أثار النائب حمدي حسن موقف طارق خضر مجددا في اجتماع مشترك للجنتي الدفاع والأمن القومي وحقوق الإنسان بمجلس الشعب، ويومها أعلن اللواء حامد راشد مساعد وزير الداخلية للشؤون القانونية، أن طارق خضر قيد الاعتقال الإداري وفقا لقانون الطوارئ لدواعي أمنية تتعلق بنشاطه السياسي وقال للمرة الأولى أنه متواجد في سجن وادي النطرون.

وبعدها بأيام أكد نشطاء في حركة 6 أبريل أن طارق اختفى من سجن وادي النطرون، قبل أن تعلن إدارة السجن أنه لم يعد موجودا لديها، ما أدى لسلسلة من الاحتجاجات للمطالبة بالإفراج عنه والتي كان من أهمها حملة "لا إرهابي ولا تاجر مخدرات" والتي أطلقت بعد تجديد العمل بقانون الطوارئ.

قارئة الفنجان .. نزار قبانى



جَلَسَت والخوفُ بعينيها

تتأمَّلُ فنجاني المقلوب

قالت:

يا ولدي.. لا تَحزَن

فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب

يا ولدي،

قد ماتَ شهيداً

من ماتَ على دينِ المحبوب

فنجانك دنيا مرعبةٌ

وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..

ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..

وتموتُ كثيراً يا ولدي

وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..

وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب

بحياتك يا ولدي امرأةٌ

عيناها، سبحانَ المعبود

فمُها مرسومٌ كالعنقود

ضحكتُها موسيقى و ورود

لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..

وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود

فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي

نائمةٌ في قصرٍ مرصود

والقصرُ كبيرٌ يا ولدي

وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود

وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..

من يدخُلُ حُجرتها مفقود..

من يطلبُ يَدَها..

من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود

من حاولَ فكَّ ضفائرها..

يا ولدي..

مفقودٌ.. مفقود

بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً

لكنّي.. لم أقرأ أبداً

فنجاناً يشبهُ فنجانك

لم أعرف أبداً يا ولدي..

أحزاناً تشبهُ أحزانك

مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً

في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر

وتَظلَّ وحيداً كالأصداف

وتظلَّ حزيناً كالصفصاف

مقدوركَ أن تمضي أبداً..

في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع

وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...

وترجعُ كالملكِ المخلوع..


نزار قبانى


عبَّر عن آدميتِك، وناقشنى .. من هنا

إهداء .. كتابى الأول !

إهداء

إلى ..

الرجل الذي لم يعِش إلا .. لي

أبي، طيَّب الله آخرتَه

أعلم أنه الآن مرتخٍ تحت شجرة ظليلة من أشجار الجنة .. مثلك تماماً، بين كفيه هذا الكتاب، يقرأ ويقرأ، ويقول:

الحمدلله، لم أتركْ حساباً بنكياً ولا سيارةً فخمةً، ولكن .. تَرَكتُ ثلاثة عقارات عالية، أحمد وعبدالقوي ومهدي .. أحسن من كل شيءٍ .

علَّنا لم نخيَّبْ ظنه بنا، وبإذن الله، لن نخيبَه أبداً .


مهدي مرعي مبارك


تقدر تشترك فى "فان" الكتاب ع "الفيس بوك" من هنا ..

عبَّر عن آدميتِك، وناقشنى .. من هنا



اغتيال !


ليس إلاَّ " فتوة "، لم يعقه هزاله ولم يمنعْه امتلاء ملامحه بالكرمشات فالفتونة لا باستقامة العود ولا انتظام الأنفاس ، هذه حقيقة : " عنتيل " حارتنا ، مازال متشبثًا بزمام الحارة فى ثمانينياتِه .. لا يجرؤ واحدٌ على عصيانِه ، أظن - ولستُ وحدى - أن واحدًا من كلاب الفتوة لم يستطِع تطويع عقول خلق الله إلى حد يطرح "اغتيال" شيخ الحارة من رؤوسِهم ، لا أنسى ، ولا نفر ينسى يوم قتِل بتحريضٍ خبيثٍ من فتوتنا - بارك الله خطاه - لجماعة ما كانت تعرف أن غدرَ الفتوة سوف يثنيها كما مزَّق صدر شيخ الحارة ، رحمة الله عليه .. اعتَقَد أن أولادَه من حوله ، وطلَّ على الدنيا كلها بلا ساتر ولا حارس ، كارثة !

إن صيتَه قد ذاع .. اسمه ارتفع ، أثناء حكم شيخ الحارة فقد كان ذراعه الأيمن ، ذراعٌ طويلٌ ، تشعر مع قطعه أن ليس بأصابعه إلا أن يتنفسَ هواءًا نظيفًا ، وفى سواد الليل .. يزفر سمًا ، فإمساكه بعجلة قيادة الحارة لم يكن دربًا من مستحيلٍ ، كلنا يدرى .. كلنا هذا الرجل ، الذى يطأطئ رأسه ويصدِّر قفاه لكل عابرٍ ، والفتوة أيضًا طأطأ رأسَه بأستاذية ، حتى تسلمَها ، طفق يديرها يمينًا يسارًا .. قال مرة " أنا كذا ابن كذا " ، يعنى أنه لا يمت لسابقيه بصلة فهو مستقلٌ ، اعتقدنا أنه لن " يفتحَ " باب الحارة للداخل والطالع، ولن يقول : نشكر من قالوا " لا "، وثانى يوم نفاجأ بهم فى حجرة الفيران، واعتقدنا أيضًا أنه لن " يربطنا " بإخواننا من الحارات المجاورة ، لكنه لم يربطْنا ، ولم يجعلنا كبارًا مثلا بل جعلنا .. مداسًا يسعُ الجميع !

* * *

حتى صدأ لمعانه .

وتبدلت السلامات بطعناتٍ ، خلَّفها شعورٌ سلبىٌ بلغ ذروتَه ، سيدى .. لو مشيتُ خطوتان بحارتنا أن تجدَ على الناصية يافطة تقول " عندك شهوة استعباد ، عندك حب سطوة .. بلطجي، ممكن توصل لدار الفتوة "، الله أعلم إن كانت موجودة الآن أو قذفها تحت الأرض ، أو " ورا " الشمس !

أيام كالطين !

كان طبيعيًا أن تكونَ شيئًا من الكوميديا السوداء منذ أسبق الفتوة اسمه بهذا اللقب ، ومعه سبق اسم الحارة كل الجهل الذى ترتع فيه ، فذلك السواد أشبه بالأيام التى عاشتها مصر تحت كف " الملكية " ؛ دولة تعبث بها أياد الملك، وتعبث بها أيادٍ خارجية تحت جلبابِه ، إلى أن صارت الحارة ملهى يتوق له أهل العبث !

هنا قف بالحارة .. اسمع من الناس ، أى منهم :

- مسنود؛ الكلاب المتعاقبة على إمامة الجامع لا تكف في كل صلاة وخطبة عن أمرِنا بطاعة أولي الأمر منَّا، إنهم بلا شك نسوا " الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر " من فرطِ ما تناسوه .. كما تناسوا فُجرَ الفتوة وأعوانَه ، ما بقى إلا أن يصلوا للفتوة من غيرِ الله ، معاذ لله .

- الوغد .. قسَّم الحارة إلى جماعتين ، جماعة تنهب وتسطو باللباس الملكي ، وجماعة لا يجد عاقل تجاه حالها إلا الرثاء !

واسمع صوتاً آخر ينطلق في سرِه :

- حاول الفتوة ، ونجح .. أن تكون يداه سبيل أهل الحارة إلى كل هذه الرجعية، وضعهم على قارعة دربٍ من تيه يستحيل على واحدٍ السطوع فيه .

تراه يتنهد، وأنفاسه تتلاحق ثم يقول :

- أهل الحارة يستحقون ذلك الفتوة، فمن يحكمهم إلا واحد " نطع " مثلهم، أهل الحارة لم يثنْهم فتوة ولا كلاب بل أثناهم غباؤهم !

آه، ملعون أبو الفتوة !

ولكن هل يجرؤ واحدٌ على أن يقولَ ذلك في وجهِه ، أو حتى في قفاه ؟!

مستحيل ، وملعونون أهل الحارة أيضًا .. فى كل صلاةٍ ، إنهم عشقوا ترديدَ " اسم الله عليه .. اسم الله عليه " !

فالألسنة إن تركتْ لن تأوى إلاَّ إلى أمرِه ، وأمر من حوله ، سيحدث .. الفتوة على يقينٍ من ذلك ، ونحن أيضًا ، أبصم بالعشرة من زمانٍ أنه بارعٌ فى دلع نيران تلهيها ، ورجاله أساتذة فى النفخ ، وأساتذة فى العواءِ على كل واحدٍ يبدو كعاشور الناجى ، ضد التيار ، ضد الفتوة ؛ يفكر فى حشد الخلق لثورةٍ كثورة " أكتوبر " الروسية ، ويعزم على تمزيق الكلاب فى " خناقة " تهتز لها الأرض والسماء ، حيث مقاومة حتى الخلاص .

يجئ في ذيل نصر أو على ذراع هلاك .

المهم أنه خلاص !

مهدى مبارك

عبر عن آدميتِك، وناقشنى .. من هنا

الذى علَّمنى .. كيف أقرأ !



فيك من يكتم السر ؟؟

يا سيدي .. أنا أملك ثروة ضخمة وعظيمة جداً تركها لي "بابا"، ثروة يجري عليها لعاب أي لصٍ "بيفهم"، دعك من لصوص اليومين دول الذين "ينشلون" الغسيل من فوق الأحبال والذهب من حول الرقاب، والسيارات "الجمارك" من مآربِها أو حتي اللصوص "الفوقيين" و"فوقيين" لا تعني هنا أنهم فوق "راسي" يا باشا أو أو فوق مستوي الشبهات أو فوق القانون - هذه مزحة - ولكن ما علينا .. "فوقي" يعني أنه من الذين يعيشون "فوق" .. لا تراهم ولا تلمسهم، ولكنهم يرونك، و"يظرفونك" يومياً علي قفاك، وقفا اللي خلفوك !

قلت لي أن فيك من يكتم السر .. إذن اعلم، ثروتي ليست مالاً وليست من الذهب وليست جواهر وليست أحجاراً كريمةً، وليست من "الماس" الذي تتزين به النساء .. كلا يا صديقي، والدي لم يكن موهوماً بهذه التفاهات، ولم يكن لديه "حب امتلاك من أجل الامتلاك"، ثروتي من الكتب .

طبعاً أنت تضحك الآن وتصرخ، و"تتشقلب" من فرط الضحك، وتتوسم في العبدلله كل آيات العبث التي تبعث علي السخرية .

فقد ترك لي الحاج - رحمة الله عليه - مكتبة بها ما يتراوح بين الأربعمائة والخمسمائة كتاب .. الحكيم وأنيس منصور وطه حسين ويوسف السباعي ونجيب محفوظ وجابر عصفور ويحيي حقي ومحمد عبدالحليم عبدالله وأحمد رجب والمسيري ومحمد حسين هيكل ويوسف إدريس وعبدالوهاب مطاوع والمازني وإحسان عبدالقدوس ومحمد عطية الإبراشي والشعراوي، وعبدالرحمن الشرقاوي ... ياااااااه كل هذا وأكثر، ومتعدش يا عم !

أذكر أنه كان يومياً يشتري كتاباً .. كل يومٍ كتاب أو اثنين ويضيفهم للمكتبة، وبالتأكيد لم يكن غنياً إلي هذا الحد، ولكن "مكتبة الأسرة" كانت أعمق وأعرض وأطول محيط لكل باحثٍ عن علم أو معرفة، وتوقف عن هذه العادة البديعة منذ ست سنوات تقريباً، يومها توقع أن أبنائه لن يخرجَ من بينهم واحد مثله، ولن يخرج منهم واحدٌ يقرأ ويقرأ ويقرأ ويقرأ، ولا حتي "يقرأ" واحدة، ولم يكن يقرأ كل ما يشتري، وإنما قرأ حوالي ربعها أو أقل، وكان هذا محل جدل دائم بينه وبين الست والدتي - يحفظها الله لنا - فطالما لا يقرأ إلا القليل .. لماذا يشتري الكثير ؟؟ .. يشتري الكثير بل الكثير جداً، ويضيع كل هذا الحيز في هذه "التخاريف" - و قدر الله أن يكون ابنها مخرفاً يتوقع له كثيرون أن يكون مخرفاً كبيراً ومجنوناً علي قديمه .. قولوا "إن شاء الله" - وهذه أبلغ صور سخرية القدر، حقيقة !

ولِمَ يضيع اثنين ثلاثة جنيهات يومياً في هذا الورق الذي لا يهبه أحد طَرفة رمش .. عيش البطون أهم، وهو يرد بالفم المليان "ولكن .. عيش العقول مهم" !

وظل يقنع أخوَيا أن يعوِّدوا نفسيهما علي القراءة فهي - كما يقول - توسع المدارك وتعطي خبرات وتجعلك واعياً، وقرأوا أربعة خمسة كتب ثم اجترهم الملل إلي ضرب الكتب "بالشلاليط" !

خاصة الكتب الأدبية .. فهو كان يحب الأدب عن الكتب الفكرية، باختصار .. الكتب الأدبية أكثر امتاعاً وفائدة، وأعارضه "لا .. الكتب الفكرية أمتع، وأكثر فائدة"، وتظل هذه المناقشة قائمة إلي ما شاء الله، والحق معه ومعي فالفارق بيننا أنه يقرأ ليكون خبيراً بفن الحياة، وأنا أقرأ كى لا "تبور" دماغي .

وفي هذه الأثناء كنت فى الصف الثالث الابتدائي، جاءني مرة بإحدي روايات الأدب العالمي للناشئين المترجمة من اللغة الإنجليزية، ووضع الكتاب بين يدي، و كنت معروفاً بتفوقي الدراسي ففي هذه السنة حصلت علي المركز الأول علي إدارة المنتزة التعليمية، وكنت متفوقاً فى اللغة العربية، وقال لي "اقرأ" .. تلعثمت، وأحرجته فقد استعصت عليَّ أوائل السطور وكان قد راهن أخي علي أنني سأقرأ جيداً، وسأفهم .. فضحك قائلاً "يا ابن الكلب" !!


مهدي مرعي مبارك